نماذج التخطيط الإستراتيجي

     

 في ضوء الثورة العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم والتقدم العلمي والتطورات التي تميز العصر الحديث والتي اثرت في جميع جوانب الحياة فقد أصبح من الصعب التنبؤ بالتحديات المستقبلية التي تعترض المؤسسات بكافة اشكالها مما أدى الى ضرورة استخدام التخطيط الإستراتيجي لمواجهة هذه التغيرات واستشراف آفاق المستقبل وتحديد الأهداف المأمول تحقيقها (العمار، 2017).

 وقد برزت عدة نماذج للتخطيط الإستراتيجي ونذكر منها ما يلي:

نموذج دافيز واليسون Davies & Ellison

يتكون نموذج دافيز واليسون من ثلاث مراحل متتابعة كما حددها (ضحاوى، المليجي، 2011)

وهي:

·      مرحلة التفكير المستقبلي:

تضيف هذه المرحلة بعدا مستقبليا للخطة حيث يتجاوز المخطط الى المستقبل البعيد عن طريق اتباع الأساليب المستقبلية كأسلوب السيناريوهات ودلفاي.

·      مرحلة التخطيط الاستراتيجي:

وفي هذه المرحلة يتم وضع الخطة الاستراتيجية للمؤسسة وتحديد رؤية ورسالة هذه المؤسسة والاهداف الاستراتيجية التي تهدف الى تحقيقها.

·      مرحلة الخطة الإجرائية للتطوير:

وتتمثل هذه الخطوة في التخطيط المتوسط والقريب المدى وتتضمن العمليات والإجراءات التي تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية فتبدا بوضع الخطة التنفيذية وتحديد المهام واولويات العمل والموارد وأساليب المتابعة.

وبالرغم من وجود تسلسل بين هذه المراحل في المستوى النظري الا انه لوحظ الانفصال بين الخطة الاستراتيجية والاجرائية وهذا ما دعا كلا من دافيز واليسون الى تعديل النموذج عام(1999م) ويتكون النموذج المعدل الجديد من ثلاثة مراحل متتابعة وهي:

·      المرحلة الأولى:

 مرحلة المنظور المستقبلي: وتسعى الى تغيير الأفكار السائدة عند العاملين بالمؤسسة وتهيئتها حتى تتمكن من تحديد الرؤية المستقبلية عن طريق تحليل الاتجاهات العالمية في المجالات التربوية والاجتماعية والاقتصادية.

·      المرحلة الثانية:

وتتكون من ثلاثة أنشطة وهي:

1-التحليل الاستراتيجي: وهو المرحلة التمهيدية التي تحدد واقع المؤسسة التعليمية عن طريق تحليل بيئة المؤسسة داخليا وخارجيا وتحليل انتاجيتها والجهات المنافسة لها.

2-التوجة الاستراتيجي: وهي عملية استشرافية حيث يقوم المخطط بتحديد العوامل المؤثرة بالمؤسسة ومدى تأثيرها في المستقبل وقدرة المؤسسة على التعامل معها وما تفرضه من تحديات.

3-التخطيط الاستراتيجي: وهنا يتم تحديد رؤية ورسالة المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية في المستقبل.

·      المرحلة الثالثة:

وبهذه المرحلة يتم التخطيط الاجرائي او المعياري ووضع خطط التنفيذ بالإضافة الى الأهداف الإجرائية والتكتيكات وأساليب التنفيذ والخطط الزمنية ورصد الإمكانات اللازمة وأساليب التقويم.

نموذج مصفوفة التحليل الرباعي SWOT

     تقوم مصفوفة التحليل الرباعي بعملية تشخيص نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في المؤسسة ويعتبر هذا النموذج شائع جدا ويكثر استخدامه ومن أدوات جمع المعلومات في نموذج مصفوفة التحليل الرباعي: العصف الذهني والاستبيانات وتقوم مصفوفة التحليل الرباعي بتحليل العوامل الخارجية والداخلية للتوصل الى ما يوجد بها من نقاط قوة وضعف و من فرص وتهديدات ويعتبر الهدف الرئيسي من استخدام هذه النموذج هو محاولة توظيف الفرص المتاحة في بيئة المؤسسة الخارجية وعناصر القوة في بيئتها الداخلية من اجل التقليل من جوانب الضعف والتهديدات في بيئتها الخارجية والداخلية ويعد هذا النموذج من اهم النماذج التي تساعد على تحديد الرؤية والرسالة ووضع الأهداف والغايات المستقبلية للمؤسسات عن طريق دراسة واقعها ومدى تأثرها بالقوى الخارجية (القحطاني،2014).

نموذج تشيلدر في تطبيق التخطيط الاستراتيجي:

        ويمر نموذج تشيلدر بمراحل ومنها:

·      المرحلة الأولى: من خلال تحليل بيئة المؤسسة الداخلية والخارجية وبهذه المرحلة يتم دراسة وتقييم الأوضاع الراهنة من اجل تحديد نقاط القوة والضعف.

·      المرحلة الثانية: تحديد الرؤية والرسالة للمؤسسة وتحديد المهام التي تسهم في تحقيق أهدافها المستقبلية.

·      المرحلة الثالثة: ويتم بهذه المرحلة صياغة الأهداف وتشمل الأهداف المستقبلية والسعي لتحقيقها بهدف تحديد الاستراتيجية المناسبة مع مراعاة المجتمع والبيئة المحيطة بها.

·      المرحلة الرابعة: ويتم بهذه المرحلة جمع البيانات والمعلومات من اجل وضع استراتيجيات تساهم في تحقيق النتائج والاهداف الموضوعة.

·      المرحلة الخامسة: وبهذه المرحلة يتم تنفيذ الخطة الاستراتيجية مع تطوير وتحسين الأداء.

ويعتمد نموذج تشيلدر على خمس مراحل تبدأ بالتحليل للبيئة الخارجية والداخلية ثم تحديد الرؤية والرسالة ثم تحديد الأهداف والاستراتيجيات المناسبة ويليها مرحلة تنفيذ هذه الاستراتيجيات بما يسمح بالتطوير والتغيير.

نموذج كوفمان Kaufman:

       ويطلق عليه النموذج الشامل وينقسم الى ثلاثة مراحل وهي:

1-مرحلة النظرة الكلية: وبها يتم تحديد الرؤية والرسالة للمؤسسة والاهداف الاستراتيجية بالإضافة الى تحليل الواقع باستخدام تحليل SWOT من خلال تحديد جوانب القوة والضعف والفرص والتهديدات ثم تحديد الأهداف الإجرائية بعيدة المدى وقريبة المدى.

2-مرحلة التخطيط: من خلال بناء وصياغة الخطة التنفيذية وتحديد الأهداف والتكلفة والوسائل ومتى تبدأ وتنتهي الخطة ومسئوليات المتابعة والتنفيذ.

3-مرحلة التطبيق والتقويم والتطوير: وبهذه المرحلة يتم تامين وسائل تنفيذ الخطة ثم تبدأ عملية التطبيق والتقويم وتحديد مستوى الاتقان والفعالية.

ومن اهم عوامل نجاح هذا التخطيط الاستراتيجي في هذا النموذج انه يربط المؤسسة بالمجتمع والبيئة الخارجية (كامل، إبراهيم ، سليم، 2017).

المراجع

كامل، هيثم إبراهيم محمد، إبراهيم، خديجة عبد العزيز علي، وسليم، محمد الأصمعي محروس. (2017). النماذج المعاصرة للتخطيط الإستراتيجي في التعليم الجامعي: مشتق من رسالة الدكتوراة. الثقافة والتنمية: جمعية الثقافة من أجل التنمية.

القحطاني، منصور بن عوض صالح، والبحيري، السيد السيد محمود. (2014). استخدام نماذج التخطيط الاستراتيجي في إعـداد خطة استراتيجية مقترحة لكلية التربية بجامعة الملك خالد. المجلة التربوية الدولية المتخصصة: دار سمات للدراسات والأبحاث.

ضحاوى، بيومي محمد، المليجى، رضا إبراهيم. (2011). التخطيط الإستراتيجي في التعليم رؤى مستقبلية ونماذج تطبيقية. دار الفكر العربي، القاهرة.

العمار، ناصر أحمد. (2017). التخطيط الإستراتيجي في التعليم بين النظرية والتطبيق. دار الفكر العربي، القاهرة.