ملخص لاحد المراجع الهامة في تعليم الكبار والتعليم المستمر وهو كتاب "تعليم الكبار والتعليم المستمر: النظرية والتطبيق"
للمؤلف : الأستاذ الدكتور علي أحمد مدكور عميد معهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة
سنة النشر : 2007
إن تعليم الكبار هو الأصل الذي خرجت من معطفه
عملية التربية والتعليم النظامية وانه يفترش حصيرة واسعة قوامها علوم الوحي وعلوم
الاجتماع وعلوم النفس وعلوم اللغة والآداب والفنون ولقد كان وما يزال لهذه العلوم تأثير
كبير في تعليم الكبار ولقد جاء هذا الكتاب" تعليم الكبار والتعليم المستمر:
النظرية والتطبيق" للأستاذ الدكتور علي احمد مدكور مقسما في عشرة فصول يتحدث
فيه عن تعليم الكبار من حيث مفهومه و نشأته وتطوره وأصوله النفسية والاجتماعية ثم
تناول المعلم وطرق تدريس الكبار والتقويم ثم تحدث عن التعليم المستمر وتعليم
الكبار في المملكة العربية السعودية ووضح الكاتب انه هذا الكتاب ما هو إلا محاولة
للتفكير في رصيدنا الرباني من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقصد
الوقوف على المضامين الإسلامية لتعليم الكبار في ضوء القران والسنه.
يقع هذا الكتاب في (368) وقد قسمه الكاتب الى
عشرة فصول، حيث جاء الفصل الأول بتوضيح نشأة تعليم الكبار وتطوره بدأ بآدام ثم
الفكر الاغريقي ومرورا بالرومان والعصور الوسطى ثم مرحلة نضج تعليم الكبار في
العصر الحديث. وهدف الكاتب من هذا الفصل الى الوقوف على بداية تعليم الكبار ثم
استعراض المراحل التي مر بها وعرض مفاهيم تعليم الكبار مثل التعليم غير النظامي
والتربية الأساسية والتعليم مدى الحياة والتعليم المستمر.
ثم جاء الفصل الثاني بعنوان أصول تعليم الكبار
والتعليم المستمر في التصور الإسلامي وعرض الكاتب مفهوم التصور الإسلامي ثم تحدث
بشيء من التفصيل عن الأصول المعرفية ومصادرها ثم الأصول النفسية في طبيعة الانسان
ووظيفته ومركزه في الكون ثم الأصول الحياتية والاجتماعية والمتمثلة في طبيعة
المجتمع من افراد وجماعات ونظم ومؤسسات وكان هدف الكاتب من استعرض هذه الأصول هو
الوقوف على واجب المنهج نحو طبيعة المتعلم ونحو حقيقة المجتمع والحياة.
ثم جاء الفصل الثالث بعنوان" النظرية
الأساسية لتعليم الكبار والتعليم المستمر" ليتحدث فيه الكاتب عن المدارس
الحديثة في تعليم الكبار من المدرسة الإنسانية الحديثة والمدرسة السلوكية واستعرض
الأفكار المؤثرة في مجال التعليم غير النظامي ويهدف الكاتب في هذا الفصل الى
التوصل الى النظرية الأساسية التي تحكم الممارسة التربوية في منهج تعليم الكبار من
خلال الإجابة عن بعض التساؤلات مثل هل يستطيع الكبار التعلم وكيف ولماذا يتعلم
الكبار.
ثم استعرض الكاتب في الفصل الرابع عناصر منهج
تعليم الكبار وبدأ بالأهداف مفهومها وانواعها ثم ركز الكاتب على اهداف تعليم
الكبار واختتم الكاتب هذا الفصل بذكر مفهوم الامية والفرق بينه وبين التنمية.
وقد جاء الفصل الخامس مكملا للفصل الذي قبله
حيث تحدث الكاتب في هذا الفصل عن محتوى منهج تعليم الكبار والتعليم المستمر
ومصادره وطرق اختياره ومعايير جودة محتوى المنهج ويهدف الكاتب من ايراده لمعايير
اختيار المحتوى هو ان اختيار المحتوى بدقة وعناية هو السبيل لتحقيق الهدف النهائي
لمنهج تعليم الكبار وهو بناء الانسان الصالح المؤمن بالله والقادر على الاسهام
بإيجابيه في عمارة الأرض.
واستكمل الكاتب في الفصل السادس حديثه عن
عناصر منهج تعليم الكبار وتحدث عن المعلم وطرائق التدريس وأساليب التقويم فذكر
نظام إعداد معلم الكبار وخطوات تطبيقه ثم أورد الكاتب بعض طرق التدريس الملائمة
للكبار كطريقة القدوة والمناقشة وحل المشكلات وطريقة تحقيق الذات في تعليم الكبار
والتي تعتمد على المدرسة الإنسانية الإسلامية في التربية ثم اختم هذا الفصل
بالحديث عن التقويم في تعليم الكبار واهميته ومستوياته.
ثم جاء الفصل السابع بعنوان التعليم المستمر
مداخل نظرية وتطبيقات عملية وخبرات دولية وهدف الكاتب من هذا الفصل هو عرض بعض
التجارب والأفكار لبعض علماء التربية مثل ايفان اليتش وباولو فيرير وكذلك كارل
روجرز وماسلو من المدرسة الإنسانية وبعض السلوكيين مثل اسكنر وجيروم برونر ومالكوم
نولز ثم استعرض الكاتب بعض طرائق تعليم الكبار.
وفي
الفصل الثامن تحدث الكاتب عن تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية وحاجة
المملكة الى محو الامية وتعليم الكبار ويهدف الكاتب في هذا الفصل الى الوقوف على
جهود المملكة في محو الامية وتعليم الكبار واهداف محو الامية وتعليم الكبار في
المملكة العربية السعودية واختتم الكاتب هذا الفصل بمجموعة من التوصيات والمقترحات
التي قد تفيد في تصميم وتنفيذ برامج محو الامية وتعليم الكبار في المملكة العربية
السعودية.
وقد
جاء الفصل التاسع بعنوان التعليم عن بعد: حتمية ام اختيار؟ حيث تطرق الباحث لمفهوم
التعليم المفتوح وفلسفته وأهدافه واستراتيجياته وهدف الكاتب في هذا الفصل الى عرض
التعليم عن بعد والتعليم المفتوح بشكل كامل وعرض الطرائق والأساليب المتبعة فيه
وطرق تمويله وأساليب تقويمه.
وقد
جاء الفصل العاشر والأخير بعنوان "الاتجاهات المعاصرة والرؤى المستقبلية"
و قدم الكاتب دعوة لإعادة النظر في خطة تعليم الكبار وكان هدف الكاتب من هذا الفصل
هو تقديم الضرورات التي تقتضيها معطيات الزمان والمكان والتي يجب اخذها بعين
الاعتبار من قبل المسؤولين عن تعليم الكبار.
التعقيب على الكتاب:
وضع
المؤلف لهذا الكتاب عنوانا واضحا ومناسبا وهو "تعليم الكبار والتعليم
المستمر: النظرية والتطبيق" فهو يدل على محتواه بشكل مباشر وهو تعليم الكبار
والتعليم المستمر ثم جاءت مقدمة الكتاب واضحة وقد عكست محتواه الا انني أرى انه
ركز بشكل اكبر على التصور الإسلامي عن تعليم الكبار ثم اختتم المقدمة بعرض مختصر وموجز
لما يتناوله كل فصل من فصول الكتاب العشرة وقد تميز أسلوب الكاتب بالوضوح والسهولة
واستخدم مصطلحات و مفردات سهله وسلسة وبعيدة عن الغموض.
وضع
الكاتب الفهرس واشتمل على الفصول الرئيسية في الكتاب وجاءت العناوين الرئيسية
لفصول الكتاب واضحة ومعبرة عن محتوى كل فصل كما احتوى على كل العناوين الفرعية
التي أرى انها تعطي القارئ صورة كاملة عن محتويات الكتاب بشكل جيد.
جاءت
الفصول متسلسلة بشكل جيد الا انني أرى انه من الأفضل لو جعل الكاتب الفصل التاسع
التعليم عن بعد: حتمية ام اختيار بعد الفصل السابع لارتباط التعليم عن بعد
بالتعليم المستمر من وجهة نظري وكذلك في الفصل الرابع ذكر الكاتب سؤال عن ما لفرق
بين الامية والتنمية ولكن لم يفصل كثيرا في تعريفة للتنمية وارى انها تحتاج الى
المزيد من التفصيل وايضاٌ الفصل السابع احتوى على الكثير من الموضوعات التي قد
يتشتت القارئ في اثناء قراءته لهذا الفصل.
وبعد قراءتي لهذا الكتاب أرى انه يعطي صورة شاملة ومتكاملة عن تعليم الكبار
والتعليم المستمر بدأً بمفهومه واصوله والنظريات الأساسية ثم استعرض الكاتب عناصر
منهج تعليم الكبار ثم ذكر التعلم المستمر والتعليم عن بعد ثم تعليم الكبار في
المملكة العربية السعودية فهو مرجع مهم للباحثين في مجال تعليم الكبار والتعليم
المستمر