المرجع الشامل في علم نفس النمو



تعددت المراجع التي اهتمت بعلم نفس النمو وقد اخترت هذا المرجع لأنه يشتمل على كل مراحل النمو الإنساني، وسأورد هنا ملخص للمرجع وتعقيب بسيط عليه:
المرجع الشامل في علم نفس النمو
المؤلف: الدكتورة شذا بنت جميل طه خصيفان والأستاذة نوال سالم الشهري
 والأستاذة أسماء سعد الجدعاني
الناشر: خوارزم العلمية 2017-2018
     لقد انشغل الإنسان بنفسه منذ القدم محاولا فهم سلوكه والدوافع خلف هذا السلوك وانبرى علم النفس كأحد العلوم الإنسانية لدراسة السلوك الإنساني دراسة علمية فاخذ العلماء يدرسون سلوك الانسان ويبحثون في العوامل المؤثرة فيه فالإنسان منذ بداية تكوينه حتى وفاته يتعرض للتغير المستمر ويمر بمراحل نمو تشمل كيانه ككل من النواحي الجسمية والعقلية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية والأخلاقية حيث إن النمو عملية مستمرة ومن هذا المنطلق ظهر علم نفس النمو كأحد فروع علم النفس الهامه والمتطورة ليساعدنا على فهم مراحل نمو الانسان ومظاهر النمو في كل مرحلة عمرية والتغيرات التي تحدث له في كل مرحلة ومن هنا جاء عنوان هذا الكتاب "المرجع الشامل في علم نفس النمو" للدكتورة شذا بنت جميل طه خصيفان والاستاذة نوال سالم الشهري والاستاذة أسماء سعد الجدعاني، مقسما على تسعة فصول ويقع في 338 صفحة وتناولت الكاتبة في الفصل الأول علم نفس النمو من حيث مفهومه واهميته وتاريخ تطوره ثم استعرضت الكاتبة علاقته بالعلوم الأخرى كعلم الأنثروبولوجيا والتربية وعلم النفس التربوي واستخلصت ان علم نفس النمو مرتبط بالعلوم الأخرى ويجب ان يواكب في حركته العلمية نتائج هذه البحوث وأشارت الكاتبة إلى مناهج البحث في علم النفس النمو ثم استعرضت الكاتبة النظريات المفسرة للنمو الإنساني من نظريات نفسية واجتماعية ومن أهمها نظرية التحليل النفسي لمؤسسها فرويد حيث يرى أن العوامل البيولوجية تلعب دورا هاما في تطور الشخصية ومكونات الشخصية عند فرويد هي الهو والانا والانا العليا ثم تحدثت الكاتبة عن نظرية اريكسون ( النمو النفسي الاجتماعي) لايريك اريكسون ويشير اريكسون في نظريته الى ان الانسان يمر بمراحل نفسية اجتماعية في حياته وهي الإحساس بالثقة مقابل عدم الثقة والاحساس بالاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشك والاحساس بالمبادأة مقابل الإحساس بالذنب والاحساس بالكفاية مقابل الشعور بالدونية والاحساس بالهوية مقابل الإحساس باضطراب الدور والاحساس بالألفة مقابل العزلة  الإحساس بالإنتاجية مقابل استغلال الذات والاحساس بتكامل الذات في مقابل الإحساس باليأس ثم استعرضت الكاتبة نظرية بياجية (النظرية المعرفية) وقسمها بياجية الى اربع مراحل أساسية وهي المرحلة الحسية الحركية ومرحلة ما قبل العمليات ومرحلة العمليات العيانية ومرحلة العمليات المجردة واختتمت النظريات بنظرية النضج ويعتبر ارنولد جيزل هو المؤسس الحقيقي لهذه النظرية والتي تعطي أهمية كبرى لعامل النضج في تفسير النمو وختمت هذا الفصل باستعراض القوانين والمبادئ العامة للنمو ثم جاء الفصل الثاني بعنوان مراحل النمو الإنساني لتوضح فيه الكاتبة أسس تقسيم النمو الى مراحل والنمو الإنساني في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة ثم تحدثت عن العوامل المؤثرة في النمو من عوامل وراثية وبيئية والتغذية والنضج والتعلم وكذلك مظاهر النمو الإنساني والتغيرات التي تطرا على النمو وانماط ومطالب النمو وأسباب الفشل في تحقيق متطلبات النمو وجاء الفصل الثالث بعنوان مرحلة ما قبل الميلاد لتؤكد في هذا الفصل على أهمية هذه المرحلة حيث انها من اهم مراحل النمو في حياة الطفل واستعرضت الملامح والتغيرات التي تطرا على الجنين من الشهر الأول الى الشهر التاسع وما يتصل بمظاهر النمو الحركي والحسي عند الجنين واختتمت الفصل باستعراض بعض الدراسات التي اهتمت باثر بيئة الرحم على الجنين وتناولت الكاتبة في الفصل الرابع مرحلة المهد ( الرضاعة) لأهميتها حيث يحتاج الطفل الى الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية من الوالدين ووضحت الكاتبة الخصائص التي يختلف فيها جسم الرضيع واجهزته ونموه عن بقية الاعمار او المراحل الأخرى وتناولت مظاهر نمو الطفل في مرحلة المهد والرضاعة من نمو جسمي ونمو فسيولوجي ونمو حسي وحركي وعقلي ونمو لغوي واجتماعي وأشارت الكاتبة الى الفروق بين الجنسين في مظاهر النمو في هذه المرحلة ثم جاء الفصل الخامس بعنوان مرحلة الطفولة المبكرة ( ما قبل المدرسة) وتعتبر هذه المرحلة هي بداية الاستقلال التدريجي وبداية الوعي بالذات فهي مرحلة التعبير الفعلي عن الاستقلال الذاتي من خلال ما يدعوه اريكسون بسلوك المبادأة حينما يحاول الطفل اكتشاف العالم الخارجي واستعرضت الكاتبة خصائص مرحلة الطفولة المبكرة ومظاهر النمو في هذه المرحلة من النمو الجسمي والنمو الفسيولوجي والنمو الحسي والنمو الحركي والنمو العقلي والنمو الانفعالي واللغوي والاجتماعي ثم اختتمت الفصل بذكر الامراض والحوادث الشائعة في الطفولة المبكرة وجاء الفصل السادس بعنوان مرحلة الطفولة المتأخرة (الدارسة الابتدائية ) وتعتبر هذه المرحلة مرحلة اتقان المهارات الحركية واللغوية وتمتاز بنمو جسمي بطئ الى درجة اطلق عليها بعض العلماء مرحلة الطفولة الهادئة وتناولت الكاتبة مظاهر النمو في مرحلة الطفولة المتأخرة والفروق بين الجنسين في مظاهر النمو واختتمت الفصل بذكر العوامل التي تؤثر على علاقة الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة بأفراد اسرته وجاء الفصل السابع ليتحدث عن مرحلة المراهقة والتي تمتد من نهاية الطفولة المتأخرة الى مرحلة الرشد وتناولت الكاتبة معنى المراهقة وخصائصها وأهميتها حيث انها تضع الفرد عند باب الشباب الذي يؤهله ليكون عضوا في جماعته كانسان راشد ثم استعرضت مظاهر النمو في هذه المرحلة  من نمو جسمي وفسيولوجي وجنسي وحركي وعقلي وانفعالي واجتماعي ثم تحدثت عن اشكال المراهقة والمتغيرات الرئيسية التي تحدد شكل المراهقة ثم اختتمت بمشكلات مرحلة المراهقة وجاء الفصل الثامن بعنوان مرحلة الرشد والتي تمثل مرحلة جديدة في حياة الانسان وتتسم بالتعقيد حيث ينتقل الفرد من التعليم الى سوق العمل فهي مرحلة عطاء وإنتاج وحيوية وكذلك هي مرحلة نضج واكتمال الشخصية وتناولت الكاتبة محكات الرشد وهي المحك الجنسي ومحك العمر والمحك الاجتماعي والمحك السيكولوجي وقد قسمت الكاتبة مرحلة الرشد الى مرحلتين وهما مرحلة الرشد المبكر وتمتد من 21 سنة وحتى قبل الأربعين ومرحلة وسط العمر او الرشد الأوسط وتمتد من الأربعين وحتى الستين ثم استعرضت الكاتبة مرحلة الرشد المبكر والخصائص العامة التي تتميز بها هذه المرحلة والتغيرات التي تطرا على النمو في هذه المرحلة فالنمو الجسمي عند الراشد حيث يصل الى قمة نموه البيولوجي والفسيولوجي وكذلك الوظائف الحسية والعصبية تصل الى مستوياتها القصوى في هذه المرحلة وكذلك الانجاب ثم وضحت الكاتبة النمو العقلي المعرفي في مرحلة الرشد المبكر فان القدرات العقلية المعرفية تصل الى قمتها في هذه المرحلة وكذلك القدرات الابتكارية واستعرضت المظاهر الانفعالية في هذه المرحلة فيبدا الراشد حياته العملية ويستقل بنفسه اقتصاديا ويكون عائلته الخاصة ولكن تزداد عنده حدة التردد الذي يؤدي الى التوتر الانفعالي وعندما يتجاوز الثلاثينات يعود اليه اتزانه الانفعالي مره أخرى وتحدثت الكاتبة عن النمو المهني للراشد فالعمل هو الوسيلة لتنظيم وقت الراشد وتحقق له صورة التوافق الاجتماعي وفي بداية هذه المرحلة تهبط العلاقات الاجتماعية عند الراشد بسبب انشغاله بأسرته وعمله ولكن بعد الثلاثينات تستقر اموره وتبدا تتسع دائرة علاقاته الاجتماعية ثم استعرضت الكاتبة مرحلة الرشد الأوسط والتي تمتد حتى سن التقاعد أي ستين سنه وهي مرحلة بلوغ الأشد وذكرت الخصائص العامة التي تتميز بها مرحلة وسط العمر والتغيرات التي تطرا على النمو الإنساني في هذه المرحلة فمن ناحية النمو الجسمي فتطرا بعض التغيرات في وظائف الحس كالسمع والبصر وكذلك بعض التغيرات في الجهاز العصبي كالتناقص التدريجي في الادراك والذكاء فتعتبر هذه المرحلة هي نقطة الميل التدريجي نحو التدهور ثم وضحت الكاتبة النمو الجنسي في هذه المرحلة حيث تطرا بعض التغيرات على الأعضاء الجنسية وهو ما يسمى عند البعض بسن الياس ثم النمو العقلي المعرفي حيث اكدت البحوث انه يستمر بتراكم خبرات الحياة ووضحت الكاتبة المظاهر الانفعالية في هذه المرحلة حيث يبدا التوتر الانفعالي حينما يدرك الشخص انه قد بدا رحلته نحو الشيخوخة ولكن حينما يكيف نفسه مع هذه التغيرات يعود اليه اتزانه النفسي والانفعالي وفيما يخص العلاقات الاجتماعية فتصل الى ذروتها في هذه المرحلة نتيجة للفتور الذي يعتري العلاقات الاسرية ثم جاء الفصل التاسع والأخير من هذا الكتاب ليصف مرحلة الشيخوخة من ستين سنة فما فوق وهي مرحلة من المراحل التي ينتفع فيها المجتمع من افراده حينما يسردون تجاربهم للشباب ليستفيدوا منها ووضحت الكاتبة تاريخ البحث في سيكولوجية الشيخوخة ثم الخصائص والتغيرات التي تطرأ على مرحلة الشيخوخة من جسمية وفسيولوجية وحسية وتغيرات في القدرات العقلية والانفعالية وتغيرات في الاداء الحركي ونفسية اجتماعية ثم القت الضوء على اهتمامات المسنين وحاجاتهم في مرحلة الشيخوخة كالحاجة الى الانتماء والتقبل والتقدير والحاجة الى تقدير الذات والحاجة الى الرعاية الصحية ثم ذكرت مشكلات الشيخوخة واسبابها وكيفية الوقاية منها ثم ختمت الفصل بسبل علاج مشكلات الشيخوخة من علاج طبي ونفسي وارشاد اجتماعي وعلاج بيئي وختمت بضرورة ان يهتم المجتمع بالمتقاعدين والاستفادة من خبراتهم الواسعة .

التعقيب:

   جاء عنوان هذا الكتاب واضحا ومعبرا وعكس محتواه بشكل جيد ومقسم على تسعة فصول مترابطة فيما بينها وجاءت المقدمة واضحة ومتسلسلة من العام الى الخاص ثم عرض الباحث محتوى الكتاب عرضا مفصلا حيث قسم الفصول على المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان وأعطى كل مرحلة حقها من الشرح والتفصيل في خصائصها ومظاهر النمو فيها والمتغيرات التي تصاحبها والمشاكل التي قد يتعرض لها الفرد في كل مرحلة إلا أن الكاتب لم يتعرض لمرحلة الهرم وختم الكتاب بمرحلة الشيخوخة.   

2 comments

avatar

جميل هذا الكتاب والاجمل انه يهتم بدراسة الكائن الإنساني منذ تكوين البويضة، ونموّ الجنين في فترة الحمل، فالولادة، ثم بعد الولادة رضيعًا، فطفلًا، فمراهقًا، فشابًّا، فرجلًا، فكهلًا.

avatar

شكرا لطرحك هذا الكتاب.لوجود اهم النظريات المفسرة للنمو الإنساني،كذالك مناهج البحث في علم النفس النمو.

 
banner

ليصلك كل جديد عنا ولنكون علي اتصال